سلسلة المقالات الرياضية (5)
في مقالنا السابق تحدثنا عن التغذية السليمة وأهميتها في بناء الأجسام لم اذكر الماء في هذه المقالة لأنه كان من الظلم ان اذكر الماء في بضع كلمات وقررت أن أٌفرد لهُ مقال خاصاً حيث أن الماء جزء أساسي من الحياة لا بل هو الحياة.
وقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30]
عندما يتعلق الأمر بالصحة وبناء الأجسام، لا يمكننا إغفال أهمية المياه. فالمياه تلعب دورًا حيويًا في حياة الإنسان وتؤثر بشكل كبير على وظائف الجسم والصحة العامة. في هذا المقال، سنناقش أهمية المياه في بناء الأجسام وتأثيرها على الحياة بشكل عام.
أولاً وقبل كل شيء، يعتبر الماء مركبًا أساسيًا في تركيب الجسم البشري. فحوالي 60٪ - 70٪ من وزن الجسم البشري يتكون من الماء. وتتواجد المياه في جميع أجزاء الجسم مثل الدم، والخلايا، والأنسجة، والأعضاء. وهي تلعب دورًا هامًا في العديد من الوظائف الحيوية مثل تنظيم درجة حرارة الجسم، ونقل العناصر الغذائية والأكسجين، وإزالة السموم والفضلات من الجسم.
تعتبر المياه أيضًا مهمة جدًا لبناء العضلات وتعزيز اللياقة البدنية. عند ممارسة التمارين الرياضية أو أي نشاط بدني، يتعرق الجسم ويفقد الماء والأملاح المعدنية عن طريق العرق. إذا لم يتم تعويض هذا النقص بشرب المياه المناسبة، فقد يؤثر ذلك سلبًا على أداء الجسم وقدرته على البناء العضلي والتعافي. لذا يجب على الأشخاص النشطين وممارسي الرياضة الاهتمام بشرب كميات كافية من الماء لتعويض السوائل المفقودة والحفاظ على توازن مائي صحي.
تؤثر المياه أيضًا على عملية الهضم والامتصاص في الجسم. فالماء يلعب دورًا هامًا في تفتيت الطعام وتحويله إلى مواد غذائية قابلة للامتصاص في الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الماء في منع حدوث الإمساك وتشجيع عملية الإخراج الطبيعي. وبالتالي، فإن شرب كميات كافية من الماء يسهم في صحة الجهاز الهضمي ويحافظ على وظيفته الطبيعية.
ليس فقط ذلك، بل الماء يلعب دورًا فعالًا في دعم صحة الجلد والشعر. فالترطيب المنتظم يساعد في الحفاظ على مرونة الجلد ومظهره الشاب. كما يمنح الشعر الرطوبة واللمعان ويقوي الجذور. لذلك، ينصح بشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على صحة الجلد والشعر.
بالإضافة إلى فوائدها الفسيولوجية، تلعب المياه أيضًا دورًا هامًا في الحفاظ على صحة عامة. فعند شرب المياه النقية والنظيفة، يتم تجنب الجفاف والتراكم السموم في الجسم. وبالتالي، يعزز شرب الماء الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض مثل الأمراض الجلدية، والأمراض البولية، وحصوات الكلى، والتهابات المسالك البولية، وغيرها من الاضطرابات الصحية.
لذا، يجب على الأفراد أن يتبنوا عادة شرب الماء بانتظام وبكميات كافية. يُنصح بتناول حوالي 8 أكواب من الماء في اليوم، وقد يحتاج الأشخاص النشطين أو الذين يعيشون في ظروف مناخية حارة إلى كميات أكثر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الحصول على الماء من مصادر أخرى مثل الفواكه والخضروات الطازجة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
يمكن القول إن المياه تعتبر أحد أهم عناصر الحياة وتؤثر بشكل كبير على بناء الأجسام والصحة العامة. إذا كنت ترغب في الاستفادة من فوائد الماء، فلا تنسَ شرب الماء بانتظام والحفاظ على توازن مائي صحي.
نعم، هناك توصيات عامة بشأن الكمية المناسبة من الماء التي يجب على الأشخاص شربها يوميًا. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الاحتياجات المائية تختلف من شخص لآخر بناءً على عوامل مثل العمر، والجنس، والنشاط البدني، والبيئة المحيطة.
وفقًا للجمعية الأمريكية للتغذية، يوصى بتناول حوالي 8 أكواب من الماء يوميًا ككمية عامة. هذا يعادل حوالي 2 لتر من الماء. ومع ذلك، فإن هذه التوصية ليست قاعدة ثابتة ويمكن أن تختلف الاحتياجات المائية لكل فرد.
قد تحتاج الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا مكثفًا، أو يتعرضون لظروف مناخية حارة، أو يعانون من حالات صحية معينة التي تزيد من فقدان الماء، إلى كميات أكبر. يُنصح عادةً بزيادة كمية الماء المتناولة في حالات مثل الحمى، أو الإسهال، أو الرياضة الشديدة.
بالإضافة إلى شرب الماء، يمكن الحصول على السوائل من خلال الأطعمة والمشروبات الأخرى مثل الشاي والقهوة والعصائر الطبيعية والحساء والفواكه والخضروات الطازجة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
هناك عدة أعراض قد تشير إلى نقص السوائل في الجسم. ومن بين هذه الأعراض:
1. العطش: الشعور بالعطش الشديد قد يكون إشارة واضحة لنقص السوائل في الجسم.
2. الجفاف في الفم والحلق: إذا كانت فمك جافة وتشعر بالعطش، فقد يكون ذلك نتيجة لنقص السوائل.
3. الإرهاق والضعف: نقص السوائل يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والشعور بالضعف وفقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
4. صداع: قد يُسبب نقص السوائل الصداع والشعور بالدوار.
5. البول الداكن: عندما يكون لديك نقص في السوائل، فإن البول قد يصبح أكثر تركيزًا ويصبح لونه أغمق.
6. جفاف الجلد: قد يلاحظ الشخص جفافًا في الجلد وشحوبًا نتيجة لنقص السوائل.
7. تغيرات في التركيز والانتباه: يمكن أن يؤثر نقص السوائل على وظائف الدماغ والتركيز والانتباه.
إذا لاحظت أي من هذه الأعراض، فقد يكون من الضروري تناول كمية كافية من السوائل والماء لاستعادة التوازن المائي في الجسم.
انتظرونا في مقالاتنا القادمة وتذكروا أن لن ليس للمعرفة حدود Knowledge has no limits والسلام ختام
تعليقات
إرسال تعليق